الصفحات

الخميس، 6 يونيو 2013

الحياة البرية فى مصر

الحياة بالبرية تشمل كل كائن حي يعيش طليقا متفاعلا مع الطبيعة دون تدخل من الإنسان وتعتبر الحياة البرية المصرية بما فيها من كنوز وثروات جزءا هاما من تراثنا الطبيعي الذي يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

وقد تعرضت هذه الكائنات لكثير من الأضرار والأذى الأمر الذي وصل إلى حد إبادة بعضها واختفائها ExtinctSpecies وتناقصت أنواع أخرى نتيجة للصيد الجائر أما بهداف الحصول على الغذاء والكساء وأما لممارسة هواية الصيد دون مراعاة لمواسم التكاثر أو الهجرة أو موسم الصيد Threatened Species وكلها بفعل الإنسان الذي يبحث الآن بجهد شديد عن حلول جدية للحفاظ على هذه الثروات الطبيعية.

وتنقسم الحياة البرية في مصر إلى :

أولا : قسم يشمل كل الكائنات الحيوانية مثل : الثدييات – الطيور – الزواحف – الأسماك – البرمائيات وغيرها (من الكائنات البحرية وتسمى) Fauna.

ثانيا : قسم يشمل الكائنات النباتات بكل أنواعها البرية ، الطبيعية ، العطرية وتسمى Flora

وعلى الرغم من أن لكل دولة حيواناتها ونباتاتها المعروفة إلا أن العلماء لا يعترفون بالحدود الدولية ويهتمون بالحفاظ على النوع فقط من تعرضه للفناء أو الخطر أو التناقص في أي مكان من العالم.

وتشارك الجمعيات الأهلية العلمية والمتخصصين والدارسين في المعاهد البحثية والمؤسسات التعليمية هذه الاهتمامات في دول العالم المختلفة لما للحياة البرية من قيم متعددة تتمثل في الآتي :

القيمة العلمية : حيث تلعب هذه الحيوانات البرية أثناء تجولها وشرودها وهجرتها الموسمية أو السنوية وتنقلها دورها هاما في نقل مسببات الأمراض للإنسان مباشرة أو من حيوان إلى حيوان بالإضافة إلى اعتبارها بنوكا للعوامل والأصول الوراثية للنوع يتم على اساسها التصنيف العلمي وتحديد الصفات عن طريق المجموعات المرجعية.
القيمة الوطنية : فقد اعتاد علماء الحيوان إطلاق بعض المسميات على الحيوانات البرية وذلك طبقا لبلد المنشأ أو الموطن الأصلي للحيوان مثل : الغزال المصري – خرتيت سومطرة – تابير الملايو – النمر السينائي – نمر البنغال.
القيمة التجارية : استخدمت بعض الشركات والمؤسسات التجارية أسماء الحيوانات البرية الشهيرة وأطلقتها على منتجاتها الصناعية مثل السيارات Impala أمبالا Jaguar جاجوار وطوابع البريد التي تحمل صور بعض الطيور الشهيرة مثل النسر الأصلع – طائر الفردوس – التم – البجع – خاصة في بعض المناسبات.
القيمة الترفيهية : يفد الكثير من السياح لزيادة أماكن تواجد هذه الحيوانات الطبيعية أما في المحميات Protected Areas أو في المتنزهات القومية National Parks إلى جانب الاستمتاع بمراقبة الطيور ومشاهدتها وتسجيل أنواعها وسلوكياتها.
القيمة العالمية : تآزرت الجهود المبذولة في معظم دول العالم بالاشتراك مع المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية لسن القوانين والاتفاقيات الدولية التي تنظم التعامل في هذه الأنواع النادرة من الحيوانات والحد من الاتجار فيها وتشجيع إكثارها وحمايتها من التناقص.
القيمة الاقتصادية : تلعب الحيوانات البرية ومؤسساتها دورا هاما في زيادة الدخل القومي عن طريق التنشيط السياحي والتبادل التجاري في بعض البلدان إلى جانب الاستفادة من ناتج الإكثار لبعض الأنواع في الصيد والتجارة للعرض بالحدائق والمعارض بالإضافة إلى الصناعات المترتبة على مخلفات الحيوانات البرية ومشتقاتها (جلود – فراء – ريش – قرون – أنياب – لحوم – دهون)

وسنتناول فيما يلي مجموعة من التعريفات الهامة في الحياة البرية:

التنوع البيولوجي : ويقصد به تواجد أو تعايش جميع الكائنات الحية بعضها مع البعض الآخر أي عبارة عن تباين الكائنات الحية والعضوية المستمدة من النظم البيئية المختلفة وهي :

أ- البيئة الصحراوية : التي تغطي حوالي 30% من مساحة اليابسة ويقل فيها سقوط الأمطار.

‌ب- بيئة الأراضي الرطبة : متمثلة في البحيرات والمستنقعات والترع والقنوات المائية المنتشرة في مصر وتعتبر مأوى طبيعيا للأسماك – الطيور – الأحياء والنباتات المائية.
‌ج- البيئة البحرية : لا تختلف كثيرا عن الأراضي الرطبة إلا أن بها أنواع أخرى من الحياة البحرية مثل السلاحف البحرية – الاسفنجيات – الشعاب المرجانية – عروس البحر مثل التي توجد في البحر المتوسط والبحر الأحمر.

‌د- البيئة الزراعية والحضرية : وهي البيئة المحيطة بالإنسان في المدن والقرى وما بها من زراعات وصناعات وغيرها.

هـ- البيئة الصحراوية المتحجرة : والتي يقل فيها سقوط الأمطار بدرجة ملحوظة وتسمى بالصحراء الباردة ولها أيضا الحياة البرية المتنوعة التي تقطنها كالدب القطبي – الثعلب – بوم الثلج.
وتمثل الأنشطة البشرية غير الواعية خطرا كبيرا على التنوع البيولوجي مثل تدمير الغابات التصحر – التلوث البيئي بكافة صوره – حيث أنه من المعروف أن كل الكائنات البرية في حاجة إلى ثلاثة عناصر رئيسية هي مثلث الحياة.

الغذاء الماء المأوى أو المسكن الحياة البرية · التوازن البيئي : هو التوازن القائم بين عناصر البيئة المختلفة (الماء ، الهواء ، التربة ، الحياة البرية)

· التوازن الطبيعي : هو التوازن القائم بين عناصر الحياة المختلفة على الأرض وبين الإنسان.

· التلوث البيئي : وهو كل تغير كمي أو نوعي في مكونات البيئة الحية والغير حية لا تقدر الأنظمة البيئية على استيعابه دون أن يختل توازنها.

· التغير الكمي : هو زيادة لنسبة بعض المكونات الطبيعية للبيئة عن النسبة المقررة لها مثل الغازات والإشعاع.

· التغير الكيفي : يقصد به إضافة مواد غريبة لم تكن موجودة أصلا في البيئة مثل المبيدات الحشرية والأسمدة العضوية.

وقد تلاحظ في الآونة الأخيرة عدم قدرة البيئة على تجديد مواردها الطبيعية واختلال التوازن بين عناصرها المختلفة ولم تعد قادرة على تحليل مخلفات الإنسان والاستفادة منها فأصبح الجو ملوثا بصور عديدة مثل:

- التلوث الحراري : الناتج عن عمليات الاحتراق بمحطات توليد الكهرباء – مصانع الحديد والصلب – محطات القوى – المحركات الكهربية – والتبريد وصرف مخلفاتها في المجاري المائية مؤدية إلى قتل الكائنات البحرية والأسماك نتيجة تقليل نسبة الأكسجين المذاب في الماء مؤثرا بذلك على نمو وتكاثر الكائنات البحرية.

- التلوث بالإشعاع : وذلك نتيجة إجراء بعض التجارب الذرية وتسرب بعض المواد المشعة إلى الهواء أو سقوط بعضها على الأرض وامتصاصها بواسطة الحيوان أو النبات حيث تظهر آثارها واضحة في أوراق وسيقان النبات الذي يروي بماء ملوث وبالتالي الحيوانات آكلة العشب التي تتغذى عليه.

- التلوث بالنفايات : نتيجة المركبات الخطرة الناجمة عن الصناعات الكبرى ويطلق عليها نفايات المصانع مثل الأحماض – المعادن الثقيلة – المركبات العضوية أو الكيماوية.

- التلوث بمياه الصرف الصحي : الناتج عن الاستخدامات المنزلية والمجمعات السكنية الكبيرة والورش والمصانع التي تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية بهذه المخلفات والأضرار بالمياه العذبة.

- التلوث الكهرومغناطيسي : الناتج عن انتشار محطات الكهرباء والتغذية والتقوية والتليفزيون وشبكات الضغط العالي والمحولات الكهربائية.

- التلوث بالمبيدات الحشرية : وبعضها له آثار تراكمية سامة طويلة المدى تضر بالإنسان والنبات والحيوان ويؤدي الإسراف في استخدامها إلى تلوث التربة والتي تحملها مياه الصرف والأمطار إلى المجاري المائية وتمتصها النباتات وتختزنها في أنسجتها وأوراقها وبالتالي تضر بالإنسان والحيوان .

- التلوث بالضوضاء : وذلك نتيجة استخدام الأصوات العالية – المحركات – السيارات – مكبرات الصوت مؤدية إلى تلف السمع والإصابة بأمراض ضغط الدم والقلب والتنفس. 

- التلوث بالرصاص : الذي يصل إلى جسم الإنسان عن طريق تناول الأسماك – الفواكه الخضروات المكشوفة والمزروعة قرب الطرق الرئيسية التي تمر بها السيارات وتترسب عليها هذه العوادم بالإضافة إلى البويات والأحبار وتأثير الرصاص واضح على الجهاز العصبي خاصة عند الأطفال الذين يصابون بالتشوهات الخلقية والتخلف العقلي وأمراض الدم حيث أن التلوث البيئي يعتبر مشكلة عالمية في الوقت الحالي .
لذا يجب أن تتضافر جميع الجهود البشرية في دول العالم للوصول إلى وسائل علمية جديدة لمكافحة التلوث بكافة صوره وإيجاد أساليب حديثة لحماية البيئة وقد اتخذت لذلك اتجاهان :

§ الاتجاه الأول : إجراء دراسات بيئية ومسوح جغرافية وتسجيل البيانات العلمية من إحصاءات واستبيانات يتم تبادلها مع الجهات المختلفة والاسترشاد بالنتائج الإيجابية وتطبيقها لحماية البيئة وسلامتها.

§ الاتجاه الثاني : الاهتمام بالتوعية والإعلام البيئي وكذلك تشجيع تدريب طلبة المدارس والجامعات في مختلف مراحل التعليم والدراسة وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات التعليمية وكذلك استخدام وسائل الإيضاح المبسطة في مراكز ودور الثقافة لتوعية الجمهور نحو العيش في بيئة نظيفة وسليمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق